الشيخ الشهيد أحمد شطة صاحب القبر المجهول

Publié le 3 Février 2016

 صاحب القبر المجهول: سمي بصاحب القبر المجهول لأنه لا أحد يعرف مكان وجود قبره الى يومنا هذا. ┘ يظهر في الصورة الشيخ أحمد شطة على اليسار و الشيخ حسين زاهية على اليمين

صاحب القبر المجهول: سمي بصاحب القبر المجهول لأنه لا أحد يعرف مكان وجود قبره الى يومنا هذا. ┘ يظهر في الصورة الشيخ أحمد شطة على اليسار و الشيخ حسين زاهية على اليمين

ولد الشيخ أحمد شطة عام 1908 بالأغواط، تعلم في الكتاب القرآن و الفقه و الحديث، و العقيدة و الأصول و اللغة العربية و التاريخ، درس بجامع الزيتونة الشريعة و الفقه فتحصل على شهادة التطويع و الكرم من قبل باي تونس.
قام بمساع عديدة للحصول على الأرض التي أُقيمت عليها مدرسة التربية و التعليم المسماة اليوم باسمه، و التي افتتحت 1948 و عين مديرا لها و مدرسا في نفس الوقت.
لم يقتصر نشاطه على التعليم بالمدرسة بل كان ينظم نشاطا علميا و تربويا لصالح الكبار.
في منتصف الثلاثينيات انضم الشيخ أحمد شطة الى صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين،وعمل تحت لوائها مناضلا مخلصا وقائدا حكيما،وفقيها مدركا للأمور،واضعا كل شيىء موضعه دون مغالاة أو ولا تفريط،ولما استشعرت منه هذه الجمعية هذا الاخلاص والتفاني في العمل عينته ممثلا لها ليس في الأغواط فقط بل في في منطقة الصحراء التي كانت تسمى بمنطقة الواحات ،وقد كان بنشأ أجمل الخطب في مسجد سيدي عبد القادر ،يناقش بلين ويناضل بحرارة ويبحث وينقب ويجيب السائل ويفيد طالب العلم.
أخلاقه:كان رحمه الله شريف النفس،عالي الهمة ،واسع الصدر،شديد الحياء متجملا بكل صفات المربي الذي لا يكتم الحسنة اذا رآها،ولا يشمت بالسيئة اذا عثر عليها،كان يستطيع بشخصيته الفذة أن يلج الى أعماق النفوس بحسن حديثه وطيب كلامه وجميل صنيعه وابتسامته التي لا تكاد تفارق ثغره.
انضم مبكرا مع زملاءه إلى العمل السياسي الوطني حتى اندلعت ثورة التحرير، فسارع إلى الانخراط في صفوفها سنة 1954 كمسؤول سياسي .

ظل الشيخ أحمد مجاهدا يعمل في صفوف الثورة سرا منذ 1954م الى أن جاء اليوم الذي سقطت فيه أقنعة التستر ،وعرفت السلطات الفرنسية خطر هذا الرجل عليها ،فألقت القبض عليه صبيحة يوم 15 أوت 1958م وكان يوما مشؤوما وموقفا رهيبا حيث ظهر الشيخ فيه مكبلا بالحديد يقاد الى مركز التعذيب والاستنطاق المعروف (بالدوب)الذي كان يوجد بحي المعمورة ،فتعرض أحمد الى أشد أنواع التعذيب و التنكيل.

صبره وثباته: تفنن الاستعمار في تعذيبه ليكشفوا عن مكنون سره ،وخفي تآمره على الوجود الاستعماري البغيض،فما نقموا منه الا أنه أحب وطنه ودينه ولغته،وأرغموه على أن يهتف بحياة فرنسا ،لكنه صمد لقوة ايمانه الذي دخل قلبه فملأه رحمة واحسانا وعطفا ،وحنانا وصبرا وسلوانا،كان يقابل الاستبداد بالسخرية،والقوة القاهرة بالابتسامة المؤثرة،والمستفزة،ولما بليت سياط
الاستعمار وبقيت عزيمة البطل قوية كقوة الرياح العاتية،أيقن أنه لا جدوى
من قهر عزيمته وقوة ايمانه وحبه لوطنه.



الى الرفيق الأعلى:
لما أيقن الجلاد أنه لاجدوى من التعذيب أقبل عليه يضربه في صدره الضربة
تلو الأخرى حتى فاضت روحه الى بارئها ،ومات البطل وسكت قلبه الى الأبد،أما روحه الطاهرة فقد صعدت الى بارئها فرحة مستبشرة.


Rédigé par HMED B.

Publié dans #Hommage.

Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article